اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الأخلاق التي يحتاج إلى معرفتها أهل السلوك]
وأما الأخلاق التي تحتاج إلى معرفتها أهل السلوك وكلنا سالك إذ لا تصح نهاية فهو أن نقول إن العرف والشرع قد وردا بمكارم الأخلاق وسفساف الأخلاق وأمرنا بإتيان مكارمها واجتناب سفسافها ثم إن الشرع قد نبه على أنها على قسمين من الأخلاق ما يكون في جبلة الإنسان كما
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم للاشج أشج عبد القيس إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة وفي لفظ آخر لغير مسلم فقال الرجل يا رسول الله أ شيء جبلت عليه قال نعم قال الحمد لله الذي جبلني عليهما أو كما قال
ومنها مكتسبة فالمكتسب هو الذي يعبر عنه بالتخلق وهو التشبه بمن هي فيه هذه الأخلاق الكريمة جبلية في أصل خلقه ولا شك أن استعمال مكارم الأخلاق صعب لملاقاة الضد في استعمالها في الكون فإن الغرضين والإرادتين من الشخصين إذا تعارضتا وطلب كل واحد منهما منك أن تصرف معه كريم خلق بقضاء غرضه ولا يتمكن لك الجمع بينهما فمهما أرضيت الواحد أسخطت الآخر وإذا تعذر الجمع واستحال تعميم الرضي وتصريف الخلق الكريم مع كل واحد منهما تعين على الإنسان أن يخرج عن نفسه في ذلك ويجعل الحكم فيه للشرع فيتخذه لهذا الباب ميزانا وإماما