اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أصل الاعتدال والانحراف في العالم الموجب لغلبة بعض الأصول على بعض]


وأصل الاعتدال والانحراف في العالم وفي الموجب لغلبة بعض الأصول على بعضها التي لها الحكم في المركبات هي من آثار العلم الإلهي الذي منه يرحم الله من يشاء ويغفر ويعذب ويكره ويرضى ويغضب وأين الغضب من الرضي وأين العفو من الانتقام وأين السخط من الرضوان وكل ذلك جاءت به الأخبار الإلهية في الكتب المنزلة وعلمها أهل الكشف مشاهدة عين ولو لا ما وردت على ألسنة الأنبياء والرسل ونزلت بها الكتب من الله على أيديهم وأيدوا بالمعجزات ليثبت صدقهم عند الأجانب لأجل هذه الأمور الإلهية حتى تقبل منهم إذا وردوا بها فإن أدلة العقول تحيلها في الجناب الإلهي فلو نطق بها مشاهد لها مكاشف بها من غير تأييد آية تدل على صدقه جهل وطعن في نظره وأقيمت الدلالات العقلية على فساد عقله وفكره وحكم خياله عليه وأن الله لا ينبغي أن يوصف بهذه الأوصاف فهذا كان سبب نزولها على أيدي الرسل والكتب ليستريح إليها المشاهد ويأنس بكلامه إذا أتى بمثل هذا النوع
