اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[قف عند ما قال لك الشارع عنه قف فذلك هو الأدب الإلهي]
وإذا كان الأمر كما ذكرنا فلا يستحي فلا حياء ولا حكم له بل يضرب الأمثال ويقيم الأشكال ويعلم لمن يخاطب ومن يفهم عنه ممن لا يفهم ولكل فهم فلو وجد عند السامع ما هو أخفى من البعوضة لجاء بها كما قد جاء بذلك مجملا بقوله فَما فَوْقَها فأمرك وعلمك في هذه الآية أن لا تترك شيئا إلا وتنسبه إلى الله ولا يمنعك حقارة ذلك الشيء ولا ما تعلق به من الذم عرفا وشرعا في عقدك ثم تقف عند الإطلاق فلا تطلق ما في العقد على كل شيء ولا في كل حال وقف عند ما قال لك الشارع قف عنده فإن ذلك هو الأدب الإلهي الذي جاء به الشرع والأدب جماع الخير وفي إيراد الألفاظ يستعمل الحياء لأنك تترك بعضها كما أمرت وفي العقد لا تترك شيئا لا تنسبه إلى الله وهو مقام ترك الحياء فعامل الله تعالى بحسب المواطن كما رسم لك ولا تنازع وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً فإنك إذا قلت ذلك لم تزل في مزيد جانيا ثمرة الوجوب