الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)

[الحياء من الله أن لا يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك‏]


FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 225 من الجزء الثاني

وإذا كان حال العبد في حيائه من الله في الأول والآخر والأعلى والأدون انحصرت المتوسطات بين هذين الطرفين فكان معصوم الحال محفوظ المقام كالصلاة تحريمها التكبير وتحليلها التسليم فظهرت المنة في الطرفين ليسلم الوسط بينهما وسبب ذلك الحصر فتبين لك بعد ما أوقفتك عليه من الحقائق أن الحياء من الله أن يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك فعم بهذا جميع شعب الايمان وهو مقام يصحبه الأمر والنهي والتكليف فإذا انقضى زمان التكليف كان ينبغي له أن يزول وليس الأمر كذلك فاعلم أنه من حقيقة وجود الحياء وجود العلم بما يجب لله تعالى وأنت القائم به والمطلوب عقلا وشرعا ومحال أن يقدر مخلوق على الوفاء بما يجب لله تعالى عليه من تعظيمه عقلا وشرعا ولا بد له من لقاء ربه وشهوده ومقامه هذا فالحياء يصحبه في الدنيا والآخرة لأنه لا يزال ذاكرا لما يجب عليه وذاكر العدم قيامه في حق الله بما يجب له وقد ورد في الخبر ما يؤيد هذا أن الحق إذا تجلى لعباده يوم الزور الأعظم ويرفع الحجب عن عباده فإذا نظروا إليه جل جلاله قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك‏

فهذا الاعتراف أوجبه الحياء من الله عز وجل فالحياء أنطقهم بذلك‏


---

(... عرض اقتباس آخر بشكل عشوائي)

البحث في الاقتباسات الفتحية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!