اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[سبحان من خلق العالم للسعادة لا للشقاء وكان الشقاء فيه عرضا عرض]


فسبحان من خلق العالم للسعادة لا للشقاء فكان الشقاء فيه عرضا عرض له ثم يزول وذلك لأن الله تعالى ما خلق العالم لنفس العالم وإنما خلقه لنفسه فقال فيه وإِنْ من شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ونحن من الأشياء ثم قال في حقنا وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فما من أحد منا يتعزز على الله ولا يتكبر عليه وإن تكبر بعضنا على بعض وما من صاحب نحلة ولا ملة ولا نظر إلا وتسأله عن طلبه فتجده مستوفر الهمة على طلب موجدة لأنه خلقه للمعرفة به واختلفت أحوالهم في إدراك مطلوبهم لاختلاف أمزجتهم ونزلت الشرائع تصوب نظر كل ناظر ويتجلى لأهل الكشوف والكل أهل كشف لكن بعضهم لا يدري أن مطلوبه قد أدركه وهو الذي خشع له وآخر قد علم أنه لا يرى سوى مطلوبه فالكل في عين الوجود والشهود ولكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ فرحم الله الجميع وهذا معنى قوله ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
