اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[اعوجاج القوس هو استقامته لما أريد له]


اعوجاج القوس استقامته لما أريد له فما في الكون إلا استقامة فإن موجدة وهو الله تعالى على صراط مستقيم من كونه ربا فإن دخلت السبل بعضها على بعض واختلطت فما خرجت عن الاستقامة استقامة الأخلاط واستقامة ما وجدت له فهي في الاستقامة المطلقة التي لها الحكم في كل كون وهي قوله وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ... وهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ... فَاعْبُدْهُ أي تذلل له في كل صراط يقيمك فيه لا نتذلل لغيره فإن غيره عدم ومن قصد العدم لم تظفر يداه بشيء ثم إنه جاء بضمير الغائب في قوله فَاعْبُدْهُ أي لا تقل أنت المدرك فإن الأبصار لا تدركه إذ لو أدرك الغيب ما كان غيبا فاعبد ذاتا منزهة مجهولة لا تعرف منها سوى نسبتك إليها بالافتقار ولهذا تمم فقال وتَوَكَّلْ عَلَيْهِ أي اعتمد عليه وما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ قطع بهذا ظهر المدعين في هذا المقام إذا لم يكن صفتهم ولا حالهم ولا وصل إليهم علمه فالاستقامة سارية في جميع الأعيان من جواهر وأعراض وأحوال وأقوال كما قال وأَقْوَمُ قِيلًا وهي نعت إلهي وكوني جعلنا الله ممن لم يعدل عن استقامته إلا باستقامته آمين بعزته
