اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الزيادة التي تزيد بها الدنيا على الآخرة]
وقد قررنا أنه كل ما في الآخرة هو في الدنيا فمنه ما عرفناه ومنه ما لم نعرفه بل في الدنيا من الزيادة ما ليست في الآخرة فالدنيا أكمل في النشأة ولو لا التكليف وعدم حصول كل الأغراض لم تزنها الآخرة فإن قلت فما الزيادة التي تزيد بها الدنيا على الآخرة قلنا الآخرة دار تمييز والدار الدنيا دار تمييز واختلاط فأهل النار مميزون وأهل الجنة مميزون فأهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ والدار الدنيا فيها ما في الآخرة من التمييز لكن لا يعم فإنه قد علمنا في الدنيا بإعلام الله أن الرسل والأنبياء ومن عينته الرسل بالبشرى أنه سعيد يقول الله لَهُمُ الْبُشْرى في الْحَياةِ الدُّنْيا وفي الْآخِرَةِ فهذا عموم الدنيا فما ينقلب أحد من أهل السعادة إلى الآخرة حتى يبشر في الدنيا ولو نفس واحد فيحصل المقصود ومن عينته الرسل بالبشرى أنه شقي فقد تميز بالشقاء يقول سبحانه فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وسكت عن أكثر الناس فلم يعين منهم أحدا وظهرت صفات الأشقياء في الآخرة في هذه الدار على السعداء من الحزن والبلاء والبكاء والذلة والخشوع وظهرت صفات السعداء في الآخرة في هذه الدار من الخير والن