اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة مقام الشكر وأسراره
شاهد صورته مراد الله فيه وما علم له اسم رتبة يذكر به ولا ما له عند الله من العناية به التي ظهر أثرها عليه حين أقامه خليفة في أرضه وما غربه عن موطنه وهو التراب الذي خلق منه وموطن ذلته لشهود عبوديته فإن الأرض ذلول فما حجبته الخلافة عن عبودته وإن كانت أعلى المراتب فهو فيها بالذات والملائكة المقربون فيها بالعرض يقول تعالى لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ لكونه يحيي الموتى ويخلق ويبرئ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ ثم عطف فقال ولا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وهم العالون عن العالم العنصري المولد فهم أعلى نشأة والإنسان أجمع نشأة فإن فيه الملك وغيره فله فضيلة الجمع ولهذه جعله معلم الملائكة وأسجدهم له فمساق الآية يوزن بتقرير النعم عليه وإنما وقعت الصعوبة في هذا الذكر كونه نكرة والنكرة تعم في مساق النفي فالتنكير يوزن بتعميم نفي الذكر عنه من كل ذاكر وهو دليل على إن الله ما ذكره لمن أوجد قبله من الأعيان وإن كان مذكورا له في نفسه ثم ذكره لملائكته بمرتبته التي خلق لها لا باسمه العلم الذي هو آدم فاعلم