اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أغوار النفوس لا يدركها إلا الفحول من أهل الله]
فأغوار النفوس لا يدركها إلا فحول أهل الله فلا تفرح بالالتذاذ بالطاعات ورفع المشقة فيها عنك دون ميزان القوم في ذلك فإذا اقترنت هذه الشهوة بصحبة أهل البدع وهم الأحداث وبصحبة الصبيان الصباح الوجوه والنساء في الله تعالى فيما تخيل له أنه في الله تعالى ففي طي هذا التعلق مكر إلهي خفي ولو تعلق ذلك الالتذاذ منه بغير هؤلاء الأصناف فليس ذلك بميزان يعرف به مكر الله حتى يفرق بين الصحبة لله والصحبة لشهوة الطبع إلا أن يصحب العلماء بالله أهل الورع أو شيخه إن كان من أهل الأذواق فذلك أمر آخر والذي ينبغي له أن يزن به حاله في دعواه إنه ما صحب الأحداث والنساء إلا لله إذا وجد ألما ووحشة عند فقده إياهم وهيجانا إلى لقائهم وفرحا بهم عند إقبالهم فتعلم عند ذلك أن الصحبة لهذا الصنف معلومة ليست لله وإن وقعت المنفعة للمصحوب منه فيسعد المصحوب ويشقى هذا المحب شقاوتين الواحدة فقد المحبوب والأخرى بالجهل وعدم العلم فيما كان يتخيل أنه علم وأنه صحب لله وفي الله وأما إن كان ممن تتعلق تلك المحبة منه بجميع المخلوقات ومن جملة المخلوقات أيضا هؤلاء الأصناف فقد يكون ذلك خديعة نفسية وميزانه أن لا يستوحش عند مفارقة واحد واحد ف