اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[المتكلم الإلهي على نوعين]
غير إن الإلهي على نوعين إلهي كما ذكرناه وإلهي يؤثر كلامه في الأشياء مطلقا من جماد ونبات وحيوان وكون أي كون كان علوا وسفلا فهذا هو الإلهي المطلوب في هذا الطريق ولا يصح وجوده عاما أبدا في هذه الدار بل محله الجنان فإنه لا أكبر من محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وقد قال لمن حقت عليه كلمة العذاب قل لا إله إلا الله
فما ظهر عن نشأة أمره نشأة لا إله إلا الله في محل المأمور وإن كان على بصيرة فيه ولكنه مأمور أن يأمر وهو حريص على الأمة فالمأمور ما امتنع وإنما الممتنع لا إله إلا الله فإن هذا اللفظ هو المأمور أن يكون في هذا المحل فلم يكن فلو تكون في محل هذا الشخص لظهر عينه وأعطاه اسم الإسلام كما إن هذا الشخص لما قال له الحق كن وهو في العدم لم يتمكن له إلا أن يكون ولا بد فقد علمت من هو المأمور بالوجود في التحقيق وهو قول الله إِنَّكَ لا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ أي إنك لا تقدر على من تريد أن تجعله محلا لظهور ما تريد إنشاءه فيه أن يكون محلا لوجود إنشائك فيه فليس كل متكلم في الدنيا بإلهي مطلق لكن له الإطلاق فيما يريد أن ينشئه في نفسه لا في غيره فاعلم سر هذا واعلم هل أنت متكلم أو لافظ


