اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[متى ينبغي للعبد أن يزهد ومتى ينبغي له أن لا يزهد]
وهو من المقامات المستصحبة للعبد ما لم ينكشف له فإذا كشف الغطاء عن عين قلبه لم يزهد ولا ينبغي له أن يزهد فإن العبد لا يزهد فيما خلق له ولا يكون زاهدا إلا من يزهد فيما خلق من أجله وهذا لا يصح كونه فالزهد من القائل به جهل في عين الحقيقة لأنه ما ليس لي لا اتصف بالزهد فيه وما هو لي لا يمكنني الانفكاك عنه فأين الزهد فلنقل صاحب هذا الحكم هذا هو الزهد الذي يستحق هذا الاسم ولنا في هذا المقام الزهدي نظم
العيب منك وأنت لا تدري *** فالزهد مثل صلاتي الوتر
وسراج نفسك نوره متعلق *** بجميع ما في الكون من أمر
فأطف السراج يزول كل تعلق *** فالزهد فيك كليلة القدر
شهي من غروب الشمس حتى تنتهي *** بالحكم فيك كمطلع الفجر
يقول لو رأيت الحق لم تزهد فإن الله ما زهد في الخلق وما ثم تخلق إلا بالله فبمن تتخلق في الزهد انظر إلى هذا المعنى فإنه دقيق جدا