اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[سر السنة في إثبات الحكم]


وأما سر السنة في إثبات الحكم فإنه لما كان الرسول عليه السلام لا ينطق عن الهوى وأن حكمه حكم الله وهو ناقل عن الله ومبلغ عنه بما أراه الله والله على صراط مستقيم والسنة الطريقة والطريق لا يراد لنفسه وإنما يراد لغايته فالسنة صِراطِ الله الَّذِي لَهُ ما في السَّماواتِ وما في الْأَرْضِ أَلا إِلَى الله تَصِيرُ الْأُمُورُ لأنها على صراطه وهو غاية صراطه فلا بد للسالك عليه من الوصول إليه فالصراط الواسطة وبوساطة استعداد المظهر بما هو عليه في نفسه حكم على الظاهر بما سمي به فهو أعطاه ذلك الاسم وذلك الحكم صحيح فهذا صراط مستقيم فنحن إذا سألنا الحق في أمر يعن لنا كان أثر سؤالنا في الله الإجابة فسمي مجيبا فلو لا سؤالنا ما ثبت هذا الحكم ولا أطلق عليه هذا الاسم ونحن طريقة له في ذلك قال تعالى أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فما أجابه حتى دعاه فهذا سر استدلاله بالسنة
