اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[حال التبري وحال الدعوى]
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 158 من الجزء الثاني](/images/maymaniya/921.jpg)
![](../images/quotes2.png)
ولو لا إن العبد ادعى الاستطاعة في الأفعال والاستقلال بها ما أنزل الله تكليفا قط ولا شريعة ولهذا جعل حظ المؤمن من هذه الدعوى أن يقول وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وقال في حقنا وحق أمثالنا ممن تبرأ من الأفعال الظاهر وجودها منه قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عن أن يشارك فيها فهي له خالصة فكم بين الحالين بين التبري والدعوى فالمدعي مطالب بالبرهان على دعواه والمتبرئ غير مطالب بذلك ولا تقل إن التبري دعوى فإن التبري لا يبقي شيئا وعلى ذلك ينطلق اسم المتبرئ ونحن نتكلم في الأمر المحقق فإن كتابنا هذا بل كلامنا كله مبناه في الكلام على الأمور بما هي عليه في أنفسها والتبري صفة إلهية سلبية والعبد حقيقته سلب والدعوى صفة إلهية ثبوتية لا تنبغي إلا لله عز وجل والعبد إذا اتصف بها لم يزاحم الله فيها ويقول لا حول ولا قوة إلا بالله ومهما قال وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فإنما يقولها تاليا لا حقيقة فله ما نوى وهو بحيث علم ولو لا ما ظهر العبد بالدعوى ما قيل له فَاتَّقُوا الله ما اسْتَطَعْتُمْ بالقوة التي جعلتها لكم فيكم بين الضعفين فمن تنبه على إن قوته مجعولة وأنها لمن جعلها لم يدع فيها بل هي أمانة عنده لا يم