الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)

[تقوى الله حق تقاته وتقوى الله على الاستطاعة]


FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 158 من الجزء الثاني

فتقوى الله حق تقاته هو رؤية المتقي التقوى منه وهو عنها بمعزل ما عدى نسبة التكليف به فإنه لا ينعزل عنها لما يقتضيه من سوء الأدب مع الله فحال المتقي لله حق تقاته كحال من شكر الله حق الشكر وقد تقدم معنى ذلك وهذه الآية من أصعب آية مرت على الصحابة وتخيلوا أن الله خفف عن عباده بآية الاستطاعة في التقوى وما علموا أنهم انتقلوا إلى الأشد وكنا نقول بما قالوه ولكن الله لما فسر مراده بالحقية في أمثال هذا هان علينا الأمر في ذلك وعلمنا إن تقوى الله بالاستطاعة أعظم في التكليف فإنه عزيز أن يبذل الإنسان في عمله جهد استطاعته لا بد من فضلة يبقيها وفي حق تقاته ليس كذلك وعلمنا إن الله أثبت العبد في الاستطاعة فلا ينبغي أن ننفيه عن الموضع الذي أثبته الحق فيه فإن ذلك منازعة لله وفي حق تقاته أثبت له النظر إليه في تقواه وهو أهون عليه فما كان شديدا عندهم كان في نفس الأمر أهون وعند من فهم عن الله وما كان هينا عندهم كان في نفس الأمر شديدا وعند من فهم عن الله جعلنا الله ممن فهم عنه خطابه فأتاه رحمة من عنده وهو ما أعطاه من الفهم وعلمه من لدنه علما فلم يكله إلى عنديته ولا إلى نفسه بل تولى تعليمه ليريحه لما هو عليه


---

(... عرض اقتباس آخر بشكل عشوائي)

البحث في الاقتباسات الفتحية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!