اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين]


ثم قال لنا ربنا لما قضاه من أن جعلنا ورثة النبيين والمرسلين في نبوتهم ورسالتهم ما أعطانا الله من حفظ دينه والفتيا فيه والاجتهاد في استنباط الحكم فقال فَفِرُّوا إِلَى الله فجاء بالاسم الجامع والمراد منه اسم خاص يقتضي لنا ما اقتضى لموسى عليه السلام في فراره وهو الاسم الوهاب الذي يعطي لينعم خاصة وذلك الوهب يجعله رسولا ضرورة لأن الحكم في غير محكوم عليه لا يصح وقال فيمن تربص في أهله ولم يفر إليه ما ذكره في كتابه وهو قوله تعالى قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وأَبْناؤُكُمْ وإِخْوانُكُمْ وأَزْواجُكُمْ وعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها ومَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ من الله ورَسُولِهِ وجِهادٍ في سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا والتربص نقيض الفرار فَفِرُّوا إِلَى الله إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ وقد ذكرنا هذا الفرار الموسوي في كتاب الأسفار عن نتائج الأسفار وسميت هذا الفرار الموسوي سفر الطلب
