اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[رجوع العبد إلى خصوصيته وقعوده في بيت شيئيته]
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 153 من الجزء الثاني](/images/maymaniya/916.jpg)
![](../images/quotes2.png)
فاعتزل صاحب هذا النظر التخلق بالأسماء الحسنى وانفرد بفقره وذله وصغاره وعجزه وقصوره وجهله في بيته كلما قرع عليه الباب اسم الإلهي قيل له ما هنا من يكلمك فإذا انقدح له بهذا الاعتزال أن الله له نفي الأولية وأنه أزلي الوجود ونظر في كلامه سبحانه وفيما أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يوصله إلينا من صفاته وأسمائه لنعرفه بذلك ويخلع علينا بهذا التعريف خلع العلم تشريفا لنا فأعلمنا إن هذه الصفات التي زعمنا إنا نستحقها وأنها لنا حقيقة إن الأمر على خلاف ذلك إذ قد اتصف هو بها وتسمى بها ونحن ما كنا فلا فرق بين هذه الأسماء والتي اعتزلنا عنها فأما أن نعتزل عن الجميع وإما أن نتسمى بالجميع فقلنا له اعتزل عن الجميع واترك الحق إن شاء سماك بالأسماء كلها فأقبلها ولا تعترض وإن شاء سماك ببعضها وإن شاء لم يسمك ولا بواحد منها لِلَّهِ الْأَمْرُ من قَبْلُ ومن بَعْدُ فرجع العبد إلى خصوصيته وهي العبودة التي لم تزاحم الربوبية فتحلى بها وقعد في بيت شيئية ثبوته لا بشيئية وجوده ينظر تصريف الحق فيه وهو معتزل عن التدبير في ذلك فإن تسمى من هذه حالته بأي اسم كان فالله مسميه ما هو تسمى وليس له رد ما سماه به فتلك الأسماء هي