اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الأعمال مكاسب والأحوال مواهب]
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 145 من الجزء الثاني](/images/maymaniya/908.jpg)
![](../images/quotes2.png)
ولما كان المعلول موصوفا بالمرض كان ذا جهد ومشقة لما يقاسيه من ألم العلة القائمة به إذ لا يوجد عن العلة إلا معلول فلهذا جعلناه في باب المجاهدة لأن المجاهدة مشقة وتعب وبها سمي الجهاد جهادا ودين الله يسر وقول الله صدق حيث قال ما «جَعَلَ» عَلَيْكُمْ في الدِّينِ من حَرَجٍ وقال يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ ولا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ولهذا جعلنا بابا لترك الجهاد وهو الذي يلي هذا الباب وهو الباب السابع والسبعون في ترك المجاهدة لا ترك العمل لأن المجاهدة حال الأعمال في وقت والأحوال مواهب والأعمال مكاسب ولهذا أقيم الكسب مقام العمل والعمل مقام الكسب فجاء في آية وتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وفي آية ما كَسَبَتْ فسمى العمل كسبا وناب كل واحد منهما مناب صاحبه ولهذا قلنا في الأعمال مكاسب ومن العمال من يكون عليهم في عملهم مشقة وهي المجاهدة ومنهم من لا يجدها فلا يكون صاحب مجاهدة فلو اقتضى العمل المشقة لكانت صفة كل عامل
![](../images/quotes1.png)