اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الناس يطلبون أن يصدق الخبر الخبر]


والناس يطلبون أن يصدق الخبر الخبر والخبر الرؤية ولم نر أحدا يطلب أن يصدق الخبر الرؤية كما يصدق الخبر الخبر ولهذا اختلف في شهادة الأعمى ولم يختلف في شهادة صاحب البصر ولهذا قال في الآية فَإِنَّ الله يُضِلُّ من يَشاءُ أي يحيره في مثل هذا حيث وصفه بالسيئ والحسن فلا يدري المكلف ما يغلب وبقوله زين بنية ما لم يسم فاعله فلا يدري من زينه هل تزيين الله أو تزيين الشيطان أو تزيين الحياة الدنيا ثم قال ويَهْدِي من يَشاءُ أي يوفق للاصابة في معنى السوء والحسن لهذا العمل ما معناه وكيف ينبغي أن يأخذه فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ أي فلا تكترث لهم حسرة عليهم فهي بشرى من الله بسعادة الجميع فإنه ما حيل بينه صلى الله عليه وسلم وبين إنسانيته فهو إنسان في كل حال ولا تزول الحسرات عنه وهو إنسان كامل إلا باطلاعه على سعادتهم في المال فلا يبالي من العوارض فإن السوء للعمل عارض بلا شك والحسن له ذاتي وكل عارض زائل وكل ذاتي باق لا يبرح فَإِنَّ الله خبير أي عَلِيمٌ عن ابتلاء بِما يَصْنَعُونَ من كل ما يظهر فيكم من الأفعال وعنكم
