اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الأولياء الكافرون]
ومنهم الكافرون وهم الساترون مقامهم مثل الملامية والكفار الزراعون لأنهم يسترون البذر في الأرض وذلك أن أهل الأنس والجمال والرحمة إذا نظروا في القرآن وفي الأشياء كلها لم تقع عينهم إلا على حسن وجمال لا على غير ذلك كان ذلك ما كان وإذا قرءوا القرآن لم يقم لهم من صور الممقوتين إلا ما تتضمنه من مصارف الحسن فعلى ذلك تقع أعينهم وذلك يشهدهم الحق من تلك الآية التي وصف الله بها من مقته من عباده لقيام تلك الصفة به على حد مطلقها فيأخذون من كل صفة ما يليق بهم في طريقهم فيصرفون ذلك إليهم بالوجه الأحسن فيتنعمون بما هو عذاب عند غيرهم والصورة واحدة والمتصور مختلف منها لاختلاف الناظرين فلكل منظر عين تخصه فالكافر من ختم الله عَلى سَمْعِهِ وقَلْبِهِ وجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً والكافر من الأولياء من كان ختم الحق على قلبه لأنه اتخذه بيته
فقال ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي
والله غيور فلا يريد أن يزاحمه أحد من خلقه فيه كما ختم الحرم فلم يحل لأحد قتل صيده ولا قطع شجره فإن الله لا ينظر إلا إلى قلب العبد فلما ختم الله على قلب هذا العبد لم يدخل في قلبه سوى ربه وختم على سمعه فلا يصغي