اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى التوبة
في القرآن أن يقول قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ فاستروحنا من هذا أن حكمه حكم البشر إلا ما خصه الله به من التقريب الإلهي الذي ورد وثبت عندنا وقد ثبت عنه أنه قال إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وأرضى كما يرضى البشر
والرضي والغضب من صفات النفس الحيوانية في البشر لا من صفات النفس الناطقة وإن اتصفت النفوس الناطقة بالرضى والغضب فما هو على حد ما أراده
بقوله أغضب كما يغضب البشر وأرضى كما يرضى البشر
وإنما قلنا بإضافة ذلك إلى النفس الحيوانية لما نشاهده من الحيوانات من ذلك وقد ثبت النهي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم
وجميع الحيوان كله من صفته المباشرة التي بحقيقتها سمي الإنسان بشرا وبهذا القدر تبين فضل الملك على الإنسان في العبادة لكونه لا يفتر لأن حقيقة نشأته تعطيه أنه لا يفتر فتقديسه ذاتي لأن تسبيحه لا يكون إلا عن حضور مع المسبح وليس تسبيحه إلا لمن أوجده فهو مقدس الذات عن الغفلات فلم تشغله نشأته الطبيعية النورية عن تسبيح خالقه على الدوام مع كونهم من حيث نشأتهم يختصمون كما أن البشر من حيث نشأته تنام عينه ولا ينام قلبه ولم يعط البشر قو


