اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الضياء روح النور]
وإنما قلنا النور حجاب لقوله عليه الصلاة والسلام نوراني أراه أي النور لا يتمكن أن تدركه الأبصار لأنها تضعف عنه فهو حجاب على نفسه بنفسه والضياء ليس كذلك فالضياء روح النور والضياء للنور ذاتي فملك الضياء ملك ذاتي وضوء الذات الأسماء الإلهية فملك الضياء ملك الأسماء والقرآن ضياء فملكه ما أظهره القرآن فعلم الخضر في زمان موسى عليه السلام جزء من أجزاء ما يحويه صاحب القرآن المحمدي من العلوم فبالقرآن يكشف جميع ما في الكتب المنزلة من العلوم وفيه ما ليس فيها فمن أوتي القرآن فقد أوتي الضياء الكامل الذي يتضمن كل علم قال تعالى ما فَرَّطْنا في الْكِتابِ من شَيْءٍ وهو القرآن العزيز الذي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ من بَيْنِ يَدَيْهِ ولا من خَلْفِهِ وبه صح لمحمد صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم فعلوم الأنبياء والملائكة وكل لسان علم فإن القرآن يتضمنه ويوضحه لأهل القرآن بما هو ضياء فهو نور من حيث ذاته لأنه لا يدرك لعزته وهو ضياء لما يدرك به ولما يدرك منه فمن أعطى القرآن فقد أعطى العلم الكامل فما ثم في الخلق أتم من المحمديين وهم خير أمة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ