اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الصديق من لا يكذب بشيء من الأخبار]


قلنا الصديق من لا يكذب بشيء من الأخبار إذا تلقى ذلك من الصادق ولكن الصديق إن كان من العلم بالله بحيث أن يعلم أنه ما ثم مخبر إلا الله فيلزمه التصديق بكل خبر على حسب ما أخبر به المخبر فإذا أخبر الصادق الحق بأن قوما كذبوا في أمر أخبروا به صدق الله في خبره أنهم كذبوا في كل ما أخبر به أنهم كذبوا فيه وإن الكذب هي صفة بالنسبة إليهم لا بالنسبة إلى الخبر فإن الخبر إذا نسبته إلى الصادق كان صدقا وإذا نسبته إلى الكاذب فيه كان كذبا وإذا نسبته إلى الكاذب لا فيه كان محتملا والذي يرى أن المخبر هو الله الصادق فإن ذلك الخبر في ذلك الحال هو صدق والمؤمن به صديق ثم أخبر الصادق الحق أن ذلك الخبر الذي نسبته إلي بأنه صدق أنسبه إلى الذي ظهر على لسانه نسبة كذب فاعتقد أنه كذب فيعتقد فيه أنه بالنسبة إلى ذلك الشخص لكونه محلا لظهور عين هذا الخبر كذب لأن مدلوله العدم لا الوجود فالصدق أمر وجودي والكذب أمر عدمي
