اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الأعمال التي هي عين مفاتيح الكرم]


قال تعالى تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يا ليت شعري ومن أقامهم من المضاجع حين نوم غيرهم إلا هو يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وطَمَعاً يا ليت شعري ومن أنطق ألسنتهم بالدعاء ومن خوفهم وطمعهم إلا هو أ ترى ذلك من نفوسهم لا والله إلا من مفاتيح كرمه فتح بها عليهم ومِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فمما رزقهم التجافي عن المضاجع وعن دار الغرور ومما رزقهم الدعاء والابتهال ومما رزقهم الخوف منه والطمع فيه فأنفقوا ذلك كله عليه فقبله منهم فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ عالمة ما أُخْفِيَ لَهُمْ أي لهؤلاء الذين هم بهذه المثابة من قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ فكانت هذه الأعمال عين مفاتيح الكرم لمشاهدة ما أخفي لهم فيهم وفي هذه الأعمال من قرة أعين فكلما هو في خزائن الكرم فإن مفاتيحه تتضمنه فهو فيها مجمل وهو في الخزائن مفصل فإذا فتح بالأعمال تميزت الرتب وعرفت النسب وجاءت كل حقيقة تطلب حقها وكل علم يطلب معلومه