اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[سعى العمل الذي هو الحق]


فأما سعى العمل الذي هو حق فالعمل يطلب الأجر بنفسه ليجود به على عامله والعامل هنا ما يعطي حقيقته قبول الأجر ولا بد من الأجر فيكون إذا الأجر الثناء لا غير فإنه يقبل الثناء هذا العامل الذي هو حق ولا يقبل القصور ولا الحور ولا الولدان ولا التجليات فإن كان العمل مما يتضمن الحسن والقبح أو لا حسن ولا قبح فلا يضاف العمل إلى هذا العامل من حيث ما هو محكوم عليه بحسن أو قبح أو لا حسن ولا قبح بل يضاف إليه معرى عن الحكم بنفي أو إثبات وصاحبه أكمل الناس نعيما في الجنة ولذة وأرفعهم درجة وما له من الجنات من حيث هذا العمل سوى جنة عدن والعمل يطلب نصيبه في جميع الجنان من حيث ما هو عمل لا غير فيعود به على صاحبه بل يكون له مركبا إلى كل درجة في جميع الجنات وهو المراد بقوله تعالى عنه نَتَبَوَّأُ من الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ إلى هنا وقوله فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ليس هم هؤلاء بل العاملون بحق وبخلق إلا أن يريد بقوله فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ الثناء فهو لهم فإن لفظة نعم وبئس للمدح والذم والعامل هنا حق والثناء له حق ونعم كلمة محمدة ومدح فيكون بهذا التأويل تمام الآية له والتبوؤ في الجنات للعمل لا له فالمحل