اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[العبد لا يستحق شيئا من حيث عينه]


ونحن بحمد الله وإن كنا قد علمناها فهي من العلوم التي لا تذاع أصلا ورأسا وبمعرفته بها دعا من دعا إلى الله على بصيرة وهو الشخص الذي هو عَلى بَيِّنَةٍ من رَبِّهِ ويَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ يشهد له بصدق البينة التي هو عليها فالفطن يعلم ما سترناه بإعلام الله في قوله ويَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ هل تلك الأسماء إذا نسبت إلى الله هل تنسب إليه تخلقا أو استحقاقا وإذا نسبت إلى العبد هل تنسب إليه تخلقا كسائر الأسماء الإلهية التي لا خلاف فيها عند العام والخاص أو تنسب إليه بطريق الاستحقاق فالشاهد المطلوب هنا أن عين العبد لا تستحق شيئا من حيث عينه لأنه ليس بحق أصلا والحق هو الذي يستحق ما يستحق فجميع الأسماء التي في العالم ويتخيل أنها حق للعبد حق لله فإذا أضيفت إليه وسمي بها على غير وجه الاستحقاق كانت كفرا وكان صاحبها كافرا قال الله تعالى لَقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ الله فَقِيرٌ ونَحْنُ أَغْنِياءُ فكفروا بالمجموع هذا إذا كان الكفر شرعا فإن كان لغة ولسانا فهو إشارة إلى الأمناء من عباد الله الذين علموا أن الاستحقاق بجميع الأسماء الواقعة في الكون الظاهرة الحكم إنما يستحقها الحق والعبد