اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[كل واحد من الرسل فاضل مفضول]


وأيضا فلا فائدة في إظهاره فإنه بكونه رسولا خص به لأنه كان رسولا بل هو رسول بأمر عام يجتمع فيه المرسلون قال تعالى تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وقال ولَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ فكل واحد منهم فاضل مفضول وهو مذهب الجماعة وقد بين هذا أبو القاسم ابن قسي في خلع النعلين وهو قوله وإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ فخص آدم بعلم الأسماء الإلهية التي طوى علمها عن الملائكة فلم تسبح الله بها حتى استفادتها من آدم وخص موسى بالكلام والتوراة من حيث إن الله كتبها بيده قبل أن يخلق آدم بأربع آلاف سنة وخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ذكر عن نفسه من أنه أوتي جوامع الكلم وخص عيسى بكونه روحا وأضاف النفخ إليه فيما خلقه من الطين ولم يضف نفخا في إعطاء الحياة لغير عيسى بل لنفسه تعالى إما بالنون أو بالتاء التي هي ضمير المتكلم عن نفسه وهذا وإن كانت كلها منصوصا عليها إنها حصلت لهم فليس بمنصوص الاختصاص بها ولكنه معلوم من جهة الكشف والاطلاع