اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى التوبة


ومكارم الأخلاق عند من يتخلق بها معه عبارة عن موافقة غرضه سواء حمد ذلك عند غيره أو ذم فلما لم يتمكن في الوجود تعميم موافقة العالم بالجميل الذي هو عنده جميل نظر في ذلك نظر الحكيم الذي يفعل ما ينبغي كما ينبغي لما ينبغي فنظر في الموجودات فلم يجد صاحبا مثل الحق ولا صحبة أحسن من صحبته ورأى أن السعادة في معاملته وموافقة إرادته فنظر فيما حده وشرعه فوقف عنده واتبعه وكان من جملة ما شرعه أن علمه كيف يعاشر ما سوى الله من ملك مطهر ورسول مكرم وإمام جعل الله أمور الخلق بيده من خليفة إلى عريف وصاحب وصاحبة وقرابة وولد وخادم وداية وحيوان ونبات وجماد في ذات وعرض وملك إذا كان ممن يملك فراعى جميع من ذكرناه بمراعاة الصاحب الحق فما صرف الأخلاق إلا مع سيده فلما كان بهذه المثابة قيل فيه مثل ما قيل في رسوله وإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ
قالت عائشة كان القرآن خلقه
يحمد ما حمد الله ويذم ما ذم الله بلسان حق في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ فلما طابت أعراقه وعم العالم أخلاقه ووصلت إلى جميع الآفاق أرفاقه استحق أن يختم بمن هذه صفته الولاية المحمدية من قوله وإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِي