اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الأولياء المخبتون]


ومن الأولياء أيضا المخبتون من رجال ونساء رضي الله عنهم تولاهم الله بالإخبات وهو الطمأنينة قال إبراهيم عليه السلام ولكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي أي يسكن والخبت المطمئن من الأرض فالذين اطمأنوا بالله من عباده وسكنت قلوبهم لما اطمأنوا إليه سبحانه فيه وتواضعوا تحت اسمه رفيع الدرجات وذلوا لعزته وأولئك هم المخبتون الذين أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم في كتابه أن يبشرهم فقال له وبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ فإن قيل ومن المخبتون فقل الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ والصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ والْمُقِيمِي الصَّلاةِ ومِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فهذه صفات المخبتين أي كانوا ساكنين فحركهم ذكر الله بحسب ما وقع به الذكر وصبروا أي حبسوا نفوسهم على ما أصابهم من ذلك ولم يمنعهم ذلك الوجل ولا غلبة الحال عن إقامة الصلاة إذا حضر وقتها على أتم نشأتها لما أعطاهم الله من القوة على ذلك ثم مع ما هم فيه من الصبر على ما نابهم من الشدة فسألهم سائل وهم بتلك المثابة في رزق علمي أو حسي من سد جوعة أو ستر عورة أعطوه مما سألهم منه فلم يشغلهم شأن عن شأن فهذا نعت المخبتين الذي نعتهم الله به وهم ساك