اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الأولياء الأواهون]


ومن الأولياء أيضا الأواهون من رجال ونساء رضي الله عنهم لقيت منهم امرأة بمرشانة لزيتون من بلاد الأندلس تدعى بشمس مسنة تولى الله هذا الصنف بالتأوه مما يجدونه في صدورهم من ردهم لقصورهم من عين الكمال والنفوذ ويكون عن وجود أو عن وجود وجد على مفقود أثنى الله تعالى على خليله إبراهيم عليه السلام بذلك إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ ولَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ فتأوه لما رأى من عبادة قومه ما نحتوه وحلم فلم يعجل بأخذهم على ذلك مع قدرته عليهم بالدعاء عليهم ولهذا سمي حليما فلو لم يقدر ولا مكنه الله من أخذهم ما سماه سبحانه حليما ولكنه عليه السلام علم أنه في دار الامتزاج والتحول من حال إلى حال فكان يرجو لهم الايمان فيما بعد فهذا سبب حلمه وجود الموطن الذي يقتضي التحول من العبد والقبول من الله فلو علم من قومه ما علم نوح عليه السلام حيث قال ولا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً ما حلم عنهم فالأواه هو الذي يكثر التأوه لبلواه ولما يقاسيه ويعانيه مما يشاهده ويراه وهو من باب الغيرة والحيرة والتأوه أمر طبيعي لا مدخل له في الأرواح من حيث عروها عن الامتزاج بالطبع
