اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[رجال الغيب العشرة]


فمنهم رضي الله عنهم رجال الغيب وهم عشرة لا يزيدون ولا ينقصون هم أهل خشوع فلا يتكلمون إلا همسا لغلبة تجلى الرحمن عليهم دائما في أحوالهم قال تعالى وخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً وهؤلاء هم المستورون الذين لا يعرفون خبأهم الحق في أرضه وسمائه فلا يناجون سواه ولا يشهدون غيره يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً دأبهم الحياء إذا سمعوا أحدا يرفع صوته في كلامه ترعد فرائصهم ويتعجبون وذلك أنهم لغلبة الحال عليهم يتخيلون أن التجلي الذي أورث عندهم الخشوع والحياء يراه كل أحد ورأوا أن الله قد أمر عباده أن يغضوا أصواتهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ وإذا كنا نهينا وتحبط أعمالنا برفع أصواتنا على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم وهو المبلغ عن الله فغض أصواتنا عند ما نسمع تلاوة القرآن آكد والله يقول وإِذا قُرِئَ الْقُرْآ