أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا فإذا نظر إلى هذا المقام بالنسبة إلى التابع وأنه باتباعه حصل له هذا المقام سمي مكتسبا والتعمل بهذا الاتباع اكتسابا ولم يأته شرع من ربه يختص به ولا شرع يوصله إلى غيره وكذلك كان هارون فسددنا باب إطلاق لفظ النبوة على هذا المقام مع تحققه لئلا يتخيل متخيل أن المطلق لهذا اللفظ يريد نبوة التشريع فيغلط كما اعتقده بعض الناس في الإمام أبي حامد فقال عنه إنه يقول باكتساب النبوة في كيمياء السعادة وغيره معاذ الله أن يريد أبو حامد غير ما ذكرناه وسأذكر إن شاء الله ما يختص به صاحب هذا المقام من الأسرار الخاصة به التي لا يعلمها إلا من حصله فإذا سمعتني أقول في هذا الباب ومما يختص بهذا المقام كذا فاعلم أن ذلك الذي أذكره هو من علوم أهل هذا المقام فلنذكر أولا شرح ما بوبنا عليه من المقابلة والانحراف