اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[من أعجب ما في القرآن أن تكون على بمعنى اللام]


هذا من أعجب ما في القرآن أن يكون على بمعنى اللام قال تعالى وما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ أي للنصب لأن الشهادة عليك إنما هي بما لا ترتضيه لأن المشهود عليه لو اعترف ما شهد عليه ولا ينكر إلا ما يتوقع من الاعتراف به الضرر فعلى عندنا هنا على بابها وهكذا كل أداة على بابها لا يعدل بها إلى خلاف ما وضعت له بالأصالة إلا بقرينة حال وكذلك فعل من أخرج هنا على عن بابها وجعلها بمعنى اللام جعل قرينة الحال أن النبي صلى الله عليه وسلم ما أراد بهذا القول إلا تعظيم استلامه في حقنا وأن الخير العظيم لنا في ذلك إذا استلمناه إيمانا وهو قوله بحق عندهم يعني بحق مشروع لأنه يمين الله المنصوب للتقبيل والاستلام في استلام كل أمة لها هذا الايمان ولذلك نكر قوله بحق ولم يجيء به معرفا قال تعالى لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً ومِنْهاجاً فجاء بالنكير فالشرائع كلها حق فمن استلمه بحق أي حق كان في أي ملة كان دخل تحت هذا الحكم من الشهادة الحجرية بالإيمان
