اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[يا إبراهيم عليك بالنداء وعلى البلاغ]


ثم إنه من الأرواح المفارقة لحالة الدنيا بالموت ممن دعانا إلى الحق بعمل الحج كما
روى عن إبراهيم الخليل عليه السلام أنه لما بنى البيت أمره ربه تعالى أن يصعد عليه وأن يؤذن في الناس بالحج فقال يا رب وما عسى يبلغ صوتي فأوحى إليه عليك بالنداء وعلى البلاغ فنادى إبراهيم عليه السلام يا أيها الناس إن لله بيتا فحجوه قال فاسمع الله ذلك النداء عباده فمنهم من أجاب ومنهم من لم يجب
وكانت إجابتهم مثل قولهم بَلى حين أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ فأجابوه إجابة يسمعها من كان الحق سمعه منهم من سارع إلى إجابة الحق وهم الذين يُسارِعُونَ في الْخَيْراتِ والقائلين بأن الحج على الفور للمستطيع ومنهم من تلكأ في الإجابة فلم يسرع إلا بعد حين منهم الذين يقولون الحج مع الاستطاعة على التراخي فمن هناك قضوا في هذا الوقت بما قضوا به من ذلك وهم لا يشعرون لأن الله تعالى ما أطلعهم على هذا المشهد لما أخرجهم إلى الحياة الدنيا ف هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ
