اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[العقل الكامل خلق لربه لا لغيره]
والعقل الكامل يعلم أنه خلق لربه لا لغيره وعلم بذاته أن من خلقه لا يمكن أن يزاحمه في أمر ولا يعارضه في حكم فيقول هو هو على ما هو عليه في نفسه ف لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وأنا أنا على ما أنا عليه في نفسي ولي أمثال من جنسي فليس له فيما أنا عليه قدم إلا التحكم وليس لي فيما هو عليه إلا قبول الحكم فلا مزاحمة ولا غيرة فالإنسان بما هو عاقل إن كان تحت سلطان عقله فلا يغار لأنه ما خلق إلا لله والله لا يغار عليه فإذا غار العاقل فإنما يغار من حيث إيمانه فهو يغار لله ولها موطن مخصوص شرعه له لا تعداه فكل غيرة تتعدى ذلك الحد فهي خارجة عن حكم العقل منبعثة عن شح الطبيعة وحكم الهوى حتى إن بعض الناس يرى أمورا قد أباحها الشرع يجد في نفسه أن لو كان له الحكم فيها لحجرها وحرمها فيرجح نظره في مثل هذا على ما أباح الله فعله ويرى أنه في رأيه أرجح من الله ميزانا ومن رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الذي خطر له وربما يغتاظ حتى يقول أي شيء أصنع هذا شيء قد أباحه الله فلنصبر على ذلك فيصبر على كره وحنق في نفسه على ربه فهو في هدنة على دخن وهذا أعظم ما يكون من سوء الأدب مع الله وهو ممن أَضَلَّهُ الله عَلى عِلْمٍ وق


