اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[و ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى]


فهذا تفسير وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى فنفى الرمي عمن أثبته له يقول الله في هذه الآية عين ما قلناه في هذه المسألة وذهبنا إليه والله يَقُولُ الْحَقَّ وهذا قوله وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ أي يبينه لنمشي عليه ما من دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فمشينا عليه بحمد الله فأثبت بهذه الآية أن أعيان العالم هو الجوهر الهبائي إلا أنه لا يوجد إلا بوجود الصورة وكذلك أعيان العالم ما اتصفت بالوجود إلا بظهور الحق فيها فالحق المخلوق به لها كالصورة وقد أعلمتك أن الفعل كله إنما يظهر صدوره من الصورة وهو القائل ولكِنَّ الله رَمى فكان الحق عين الصورة التي تشاهد الأعمال منها فتحقق ما ذكرناه فإنه لا أوضح مما بين الله في هذه الآية وبيناه نحن في شرحنا إياها على التفصيل والله يَهْدِي من يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ... صِراطِ الله والصراط الذي عليه الرب والصراط المضاف إلى الحقيقة في قوله وأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً ولكل صراط حكم ليس للآخر فافهم والسلام وأما صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ فهو الشرع