اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[السعي في الإفاضة من عرفات يكون بالسكينة والوقار]


لما قال الله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ من يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ الله فوجب السعي لنداء الحق بالواسطة فكيف وقد نادى الحق عباده في كتابه المنزل علينا فقال ولِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ فوجب السعي غير أن الشريعة التي شرع الله في السعي إلى الجمعة أن يكون بالسكينة والوقار كالسعي في الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة بالسكينة
فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للناس لما رآهم أسرعوا في الإفاضة من عرفات التي هي موقف حصول المعرفة بالله فلما أفاضوا عن أمره إلى المزدلفة وهو مقام القربة والاجتماع بالمعروف فيها وهو تجل خاص منه لقلوب عباده ولهذا سميت جمعا ومزدلفة من الزلفى وهو القرب فقال لهم رسول الله السكينة السكينة
كما
قال في السعي إلى الجمعة لا تأتوها وأنتم تسعون أي مسرعون في السعي وائتوها وعليكم السكينة في سعيكم والوقار
فاجتمعت الجمعة وجمع في هذه الحقيقة الجمعية به تعالى في المقامين وقوله والوقار سعى في سكون وتهد مشي المثقل لأنه من الوقر وهو الثقل فإن المعرفة بالله تعطي ذلك فإنه من عرفه شاهده ومن شاهده لم ي