اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إذا أراد الحق أن يمنحك نزل إليك ما أنت تصعد إليه]


فإذا اغترب الإنسان عن موطن عبوديته فهي جنابته فيقال له ارجع إلى وطنك فلا قدم لك في الربوبية أصلا من ذاتك فإذا أراد الحق أن يمنحك منها ما شاء نزل إليك ما أنت تصعد إليه لأنه يعلمك ويعلم محلك وأينك وأنت لا تعرفه فأين تطلبه فما خرجت عن عبوديتك إلا لجهلك أ لا تراه سبحانه لما أراد أن يهبك من الربانية ما شاء نزل إليك بأمر سماه شرعا بوساطة رسول ملكي فملكك أمورا وجعل لك الحكم فيها على حد ما رسم لك فمن كونك حاكما فيها هو القدر الذي أعطاك من الربوبية وعلى قدر ما حد لك ومنعك من تجاوزه هو ما أبقى عليك من العبودية
فأنت ملك وأنت عبد *** وأنت في أنت مستعار
ولا وجود في غير عين *** فلا احتكام ولا افتقار
قد حار مثلي من حرت فيه *** فلا اضطرار ولا اختيار
ولا فناء ولا بقاء *** ولا فرار ولا قرار
