اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم]


وعندنا إن الجعل لا بد منه ولا نلتزم أخذ روح ولا بد فإنا قد رأينا مثل هذا من نفوسنا فاشتريناه وما أعطينا فيه روحا وإنما فعل ذلك الشيخ لحال طرأ عليه في نفسه أوجب عليه ما فعله من إعطاء ابنته لأن مشهده في ذلك الوقت كانت قصة إبراهيم عليه السلام فحكم عليه حال إبراهيم عليه السلام فإن فهمت ما قلناه سعدت قال الله تعالى إِنَّ الله اشْتَرى من الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ في سَبِيلِ الله فَيَقْتُلُونَ ويُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا يعني الجنة فلو لم يشتر أموالهم حتى حال بينهم وبينها لكان لهم ما يصلون به إلى المنعة ببقاء الحياة لبقاء الفداء الحاصل بالمال فلما أفلسهم أعدمهم فكان مشهد الشيخ من هذه الآية فَيَقْتُلُونَ ويُقْتَلُونَ وكان مشهدنا نحن في هذه المسألة عين الشراء لا غير وهو الحي فمن كان عنده حي ولا بد فأعطينا العوض الذي اشترينا به حياته فبقي حيا وما ظهر للموت أثر في ذلك المشهد
