اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[نيابة العبد عن الله ونيابة الله عن العبد]


فاعلم إن النيابة صحيحة
فإن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده
فناب منابه في ذلك القول وقال فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله فناب الرسول الله صلى الله عليه وسلم مناب الحق لو باشر الكلام منه بلا واسطة وقال في النيابة يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً في الْأَرْضِ وقال في العموم وأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ والاستخلاف نيابة فإن المال لله والتصرف لك فيه على حد من استخلفك فيه فهذا كله نيابة العبد عن الله في الأمور وأما نيابة الحق عن العبد فقوله تعالى لبني إسرائيل أَلَّا تَتَّخِذُوا من دُونِي وَكِيلًا وقال آمرا لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا وقال صلى الله عليه وسلم يخاطب ربه اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل
والوكالة نيابة عن الموكل فيما وكله فيه إن يقوم مقامه فأثبت لك الشيء وسالك أن تستنيبه فيه بحكم الوكالة فمن كل وجه النيابة مشروعة
