اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[رمزية الفجر الأبيض والفجر الأحمر]


فأفطر الصائم وبقي حكمه مستمرا في القيام إلى الحد الذي يحرم فيه الأكل الاسم الإلهي رمضان فتولى الاسم الممسك ويبقى الاسم الفاطر واليا على المريض والمسافر والمرضع والحامل وذلك الحد هو الفجر الأبيض المستطير وهو الأولى من الفجر الأحمر إلا عند من يقول بفار التنور إنه الفجر كما إن الأخذ بالتواتر أولى من الأخذ بالخبر الواحد الصحيح والقرآن متواتر وهو القائل حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ من الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ من الْفَجْرِ فإن أصل الألوان البياض والسواد وما عداهما من الألوان فبرازخ بينهما تتولد من امتزاج البياض والسواد فتظهر الغبرة والحمرة والخضرة إلى غير ذلك من الألوان فما قرب للبياض كانت كمية البياض فيه أكثر من كمية السواد وكذلك في الطرف الآخر وجاءت السنة في حديث حذيفة بالحمرة دون البياض فقال هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع وهو محتمل والبياض المذكور في القرآن ليس بمحتمل فرجحنا الأبيض على الأحمر بوجهين قويين القرآن وعدم الاحتمال واعتبارهما حكم الايمان وهو الأبيض فإنه مخلص لله غير ممتزج والأحمر للنظر الاجتهادي وهو حكم العقل ونظر العقل ممتزج بالحس من طريق الخيال لأنه يأخذ ع