اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[من دخل في الصلاة فقد التبس بالحق]


وناهيك يا ولي الله من حالة وصفة وحركات وفعل أنزله الحق في أعظم الأشياء وهو ذكر الله منزلة نفسه فكأنه من دخل في الصلاة فقد التبس بالحق والحق هو النور ولهذا قال الصلاة نور فأنزلها منزلة نفسه
قال صلى الله عليه وسلم وجعلت قرة عيني في الصلاة
وقرة عيني ما تسر به عند الرؤية والمشاهدة فالمصلي متلبس في صلاته بالحق مشاهد له مناج فجمعت الصلاة بين هذه الثلاثة الأحوال وكذلك قوله في هذه الآية واشْكُرُوا لِي يقال شكرته وشكرت له فشكرته نص في أنه المشكور عينه وقوله وشكرت له فيه وجهان الوجه الواحد أن يكون مثل شكرته والوجه الثاني أن يكون الشكر من أجله فإذا كان الشكر من أجله يقول له سبحانه اشكر من أولاك نعمة من عبادي من أجلي ليكون شكره للسبب عين شكره لله فإنه شكره عن أمره وجعل المنعم هنا نائبا عن ربه وطاعة النائب طاعة من استخلفه من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله فلهذا قال سبحانه واشْكُرُوا لِي ولم يقل واشكروني ليعم الحالتين وقال في الوجهين اسْتَعِينُوا في ذلك بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ كما أمر بالمعونة فيما يوجب الشكر وهو الإحسان بالإنعام فقال وتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وهو الإحسان بالإ