اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الخشوع لله لا يكون إلا عن تجل إلهى]
ثم ذكر الخشوع للصلاة فقال وإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ فإن الخشوع لله لا يكون إلا عن تجل إلهي والصلاة مناجاة فلا بد من تجل إن رأيته خاشعا وإن لم يخشع في صلاته فما صلى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل التجلي الإلهي سببا لوجود الخشوع في القلب ولا سيما في الصلاة والتجلي لأكثر الناس إما بالحضور وهو لأفراد وإما بالاستحضار الخيالي وهو الغالب في عموم الخواص فإن الله في قبلة المصلي وأما خشوع الأكابر الذين التحقوا بالملإ الأعلى فخشوعهم عن التجلي الحقيقي فهم في صلاتهم دائمون وإن أكلوا وشربوا ونكحوا واتجروا فأمرهم الله تعالى إذا كانوا في مثل هذه الحال أن يستعينوا بالصلاة والصبر عليها فإن المصلي يناجي ربه فإذا حصل العبد في محل المناجاة مع ربه دائما استلزمه الحياء من الله فلا يتمكن له أن يأمر أحدا ببر وينسى نفسه منه بل يبتدئ بنفسه


