اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الله أكرم من أن ينسب إليه إنفاذ الوعيد]


فإن قلنا ولا بد بالعقوبة فتكون الجنة محرمة عليه أن يدخلها دون عقاب مثل أهل الكبائر فيكون نصا في القاتل نفسه وغيره من أهل الكبائر في حكم المشيئة فإن صاحب السجلات لا يدخل النار مع أنه من أهل الكبائر إذ ليس معه سوى قول لا إله إلا الله في طول إسلامه مدة حياته في الدنيا فغايته أن يتحقق إنفاذ الوعيد في القاتل نفسه قبل دخول الجنة وإنه لا يغفر له والله أكرم أن ينسب إليه نفاذا لوعيد بل ينسب إليه المشيئة وترجيح الكرم كما وصف بعض الأعراب مع كونه من أهل الأغراض نفسه
وإني إذا أوعدته أو وعدته *** لمخلف إيعادى ومنجز موعدي
ولذا ما ورد في الشرع نص في الإيعاد وورد في الوعد فَلا تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِهِ فالإيعاد في الشر خاصة والوعد يكون في الخير والشر معا