اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[القلب كبضعة والقلب كلطيفة]


ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه إن في الجسد بضعة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب كذلك إذا قبلت الشفاعة فيها قبلت في سائر الجوارح
أراد الشرع بالقلب هنا المضغة التي يحوي عليها الصدر ولا يريد بالقلب لطيفته وعقله وفي هذا التنبيه هنا سر لمن فهم وعلم لا يحصل إلا بالكشف يقول تعالى إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ وقال ولِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ كما قال أيضا ولكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي في الصُّدُورِ وفي باب الإشارة عن الحق فيريد بالصلاح والفساد إذا أراد المضغة ما يطرأ في البدن من المرض والصحة والموت فإن القلب الذي هو هذه المضغة هو محل الروح الحيواني ومنه ينتشر الروح الحيواني في جميع ما يحس من الجسد وما ينمي وهو البخار الخارج من تجويف القلب الذي يعطيه الدم الذي أعطاه الكبد فإذا كان الدم صالحا كان البخار مثله فصلح الجسد وبالعكس فهو تنبيه من الشارع لنا بما هو الأمر عليه
