اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أي ثناء أعظم من الرحمن الرحيم]


ولا بد لكل شافع أن يثني على المشفوع عنده بما يليق بالشفاعة وأي ثناء أعظم من الرحمن الرحيم والمدح محمود لذاته وثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء أحب إلى الله تعالى من أن يمدح
والله تعالى قد وصف عباده المؤمنين بالحامدين وذم ولعن من ذم جناب الله ونسب إليه ما لا يليق به من الفقر والبخل إذ قالت اليهود يَدُ الله مَغْلُولَةٌ كنت بذلك عن البخل فأكذبهم الله بقوله بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ فعم الكرم يديه ف لا تَيْأَسُوا من رَوْحِ الله فهذه عندنا من أرجى آية تقرأ علينا فتعين على الشافع أن يمدح ربه بلا شك فإنه أمكن لقبول الشفاعة مع الأذن فيها فما ثم مانع من القبول
ورد في الخبر الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان غدا يوم القيامة وأراد أن يشفع يحمد الله أولا بين يدي الشفاعة بمحامد لا يعلمها الآن يقتضيها ذلك الموطن بحاله
فإن الثناء على المشفوع عنده إنما يكون بحسب جنايات المشفوع فيهم فيقدم بين يدي شفاعته من الثناء على الله بحسب ما ينبغي له لذلك الموطن من مكارم الأخلاق وموطن القيامة ما شوهد الآن ولا وقع فلهذا قال لا أعلمها ا