اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(وصل السجدة الحادية عشرة)
وهي لنا سجدة شكر في حضرة الأنوار ولصاحبها سجدة توبة لا من حوبة وليست من عزائم السجود وهذه سجدة سورة صلى الله عليه وسلم في قوله وظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وخَرَّ راكِعاً وأَنابَ فسجدها توبة وشكرا معا والظن على بابه يقول ظن داود أنما اختبرناه فإن الفتنة في اللسان الاختبار تقول العرب فتنت الفضة على النار أي اختبرتها فطلب طلبا مؤكدا الستر من ربه فإن الاستفعال يؤذن بالتأكيد ووقع خاضعا ورجع إلى الله فيما طلب عنه لا لحوله وقوته وهذا دليل على أنه كان عنده من القوة ما يستتر به فلم يفعل ورجع إلى الله في ذلك ويؤيد هذا قول الله له ولا تَتَّبِعِ الْهَوى فلو لم يكن في قوته التحكم به فيما يريده ما نهى عنه فقضينا حاجته فيما رجع إلينا فيه وسترناه عن الأغيار في حضرتنا فجهل قدره مع تصريحنا بخلافته عنا في الحكم في عبادي والتحكم والتصريف ثم قال وإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى مما هو له منا لا يرجع من ذلك إلى الأكوان والأغيار شيء وحُسْنَ مَآبٍ وخاتمة حسنة أي مشهود لأن الحسنة والحسنى من الإحسان وهو مقام الشهود الذي يعطي الحقائق على ما هي عليه فإن رسول الله صلى الله عليه و