اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[اللباس الحسن هو التقوى]


وأما اللباس الحسن فهو التقوى قال تعالى ولِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ أي هو خير لباس وقال خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ولا تقوى أقوى من الصلاة فإن المصلي مناج مشاهد ولهذا قال اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ وقال لعبده قل وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فقد أقام الصبر والصلاة مقام نفسه في المعونة فكل مصل يتحدث في صلاته مع غير الله في قلبه فما هو المصلي الذي يناجي ربه ولا يشاهده فإن حال المناجاة والشهود لا يجرأ أحد من المخلوقات يقرب من عبد تكون حالته هذه خوفا من الله وهذا المصلي قليل فهو مصل بصورته الظاهرة من قيام وركوع وسجود غير مصل بباطنه الذي هو المطلوب منه ولكن نرجو في هذا الموطن أن يشفع ظاهره في باطنه كما يشفع في بعض الأحوال باطنه في ظاهره وسبب ذلك أن الحركات الظاهرة إن لم يكن لها في الباطن حضور تثبت به وتظهر عنها وإلا فما تكون ولا يظهر لها وجود فذلك القدر من الحضور المرعى شرعا هو من الباطن فيتأيد مع الفعل الظاهر فيقوي على ما يقع للمصلي من الوسوسة في الصلاة فلا يكون لها تأثير في نقص نشأة الصلاة عناية من الله إِنَّ الله بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ولما كان اللباس الحسن من