اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(وصل الاعتبار) [مقام المأموم من الإمام من الوجهة الباطنية]
ورد في الأخبار الندب إلى التخلق بأخلاق الله
قال عليه السلام ما كان الله لينهاكم عن الربا ويأخذه منكم
وما من وصف وصف الحق به نفسه إلا وقد ندبنا إلى الاتصاف به وهذا معنى التخلق والاقتداء والائتمام وهذه الإمامة عينها فالإمام على الحقيقة هو الله تعالى والمأموم المخلوقون فلا يخلو الإمام أن ينظر نفسه واحدا من حيث أحديته وهو ما يختص به ويتميز عن كل من سواه مع الحق أو ينظر نفسه مع الحق من حيث شفعيته أو ينظر مع الحق من حيث فرديته وهو الثلاثة أعني ثالث اثنين أو ينظر نفسه من حيث إنه لم يكمل كما كمل غيره أو ينظر نفسه مع الحق من كونه مائلا إلى طبيعته وهو الصبي من صبا إذا مال أو ينظر نفسه مع الحق من كونه مائلا إلى طبيعته لا من حيث عقله فيكون بمنزلة المرأة فلا يخلو من أن يستحضر عقله مع طبيعته والحق تعالى في هذه الأحوال كلها إمام فاليمين للقوة وكلتا يديه يمين للقربة وإسقاط الحول والقوة والخلف للاقتداء والاتباع فانظر أيها المصلي بأي حال حضرت في صلاتك مما ذكرناه فقم به في المقام الذي بيناه من الإمام تكن قد أتيت بالصلاة المشروعة ولكن مشهودك الحق وإمامك من حيث ما وصفه الشارع لا من حيث ما


