اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أقوال الفقهاء فيمن أولى بالإمامة]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب
فقالت طائفة أفقههم لا أقرؤهم فهذه مسألة خلاف بين أصحاب هذا القول وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني سألت القائلين بهذا المذهب هل بلغكم هذا الحديث فاعترفوا فقالوا رويناه وعلمناه وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول ولا حجة للقائلين بخلاف ما قاله ولا سيما
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا الحديث فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ففرق بين الفقيه والقارئ وأعطى الإمامة للقارئ ما لم يتساويا في القراءة فإن تساويا لم يكن أحدهما أولى بالإمامة من الآخر فوجب تقديم العالم الأعلم بالسنة وهو الأفقه ثم قال عليه السلام فإن كانوا في العلم بالسنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم إسلاما ولا يؤم الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه
وهو حديث متفق على صحته وبه قال أبو حنيفة وهو الصحيح الذي يعول عليه وأما تأويل المخالف للنص بأن الأقرأ كان في ذلك الزمان الأفقه فقد رد هذا التأويل قوله صلى الله عليه وسلم فأعلمهم بالسنة واعلم أن كلام الله لا ينبغي أن يقدم عليه شيء أصلا بوجه من


