اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[التعوذ ومراتبه هند العارفين]
فإذا فرغ الإنسان من التوجيه فليقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذا نص القرآن وقد ورد في السنة الصحيحة أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
قال تعالى فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ من الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ فالعارف إذا تعوذ ينظر في الحال الذي أوجب له التعوذ وينظر في حقيقة ما يتعوذ به وينظر في ما ينبغي أن يعاذ به فيتعوذ بحسب ذلك فمن غلب عليه في حاله إن كل شيء يستعاذ منه بيد سيده وأن كل ما يستعاذ به بيد سيده وأنه في نفسه عبد محل التصريف والتقليب فعاذ من سيده بسيده وهوقوله صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك منك
وهذه استعاذة التوحيد فيستعيذ به من الاتحاد قال تعالى ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ وقال كَذلِكَ يَطْبَعُ الله عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ وقال الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قصمته
ومن نزل عن هذه الدرجة في الاستعاذة استعاذ مما لا يلائم بما يلائم فعلا كان أو صفة هذه قضية كلية والحال يعين القضايا والحكم يكون بحسبها
ورد في الخبر أعوذ برضاك من سخطك
أي بما يرضيك مما يسخطك فقد خرج العبد هنا